القطار
كانت الانفاس متلاحقة لا يسبقها سوى الخطوات المتتالية التى تضرب الارض بحذائها الاسود المصنوع من الجلد الطبيعى محاولة ان تسبق الزمن لتلحق بالقطار الذى اعتدت ان اركبة وفى نفس العربة وذات الكرسى. تأخر الوقت قليلا وقاربت الساعة الواحدة والربع فجرا موعد القطار المتجة لاسيوط تسارعت الخطوات واصبحت الانفاس تلهث فى توالى وانتظام خلف بعضها البعض حتى تشبثت يدى بالباب المفتوح فى العربة الاخيرة من القطار. اخذت اشق طريقى بين المسافرين, ينظرون الى وانا الهث ابحث عن مقعدى الذى اعتدت ان اجلس علية فى العربة الاولى, المسافة تتباعد والفسحه بين الكراسى تضيق والانفاس تتلاحق تخبطنى هزهزات القطار يمينا ويسارا اصطدم بهذا وأتكأ على ذاك. وفى غفلة من الزمن وجدت روحى تنسلخ من بين اضلعى محاولة ان تعترضها أن تقطع عليها الطريق. أما هى كانت قد اختارت لنفسها الطريق ورسمت ارصفته وحواجذه, رسمت طريقها بلا منحنيات بلا ساحات انتظار, طريق ذو اتجاة واحد. كانت تمر بجوارى بسرعتها المحددة مسبقا. فسبقتها روحى واصرت ان تخترق مضمار سرعتها وذادت من سرعتها فساد الصمت ولم يعد مسموعا غير حشرجات النفس فى الصدر المخنوق. فانكمشت روحى وانكم