القطار


كانت الانفاس متلاحقة لا يسبقها سوى الخطوات المتتالية التى تضرب الارض بحذائها الاسود المصنوع من الجلد الطبيعى محاولة ان تسبق الزمن لتلحق بالقطار الذى اعتدت ان اركبة وفى نفس العربة وذات الكرسى. تأخر الوقت قليلا وقاربت الساعة الواحدة والربع فجرا موعد القطار المتجة لاسيوط تسارعت الخطوات واصبحت الانفاس تلهث فى توالى وانتظام خلف بعضها البعض حتى تشبثت يدى بالباب المفتوح فى العربة الاخيرة من القطار. اخذت اشق طريقى بين المسافرين, ينظرون الى وانا الهث ابحث عن مقعدى الذى اعتدت ان اجلس علية فى العربة الاولى, المسافة تتباعد والفسحه بين الكراسى تضيق والانفاس تتلاحق تخبطنى هزهزات القطار يمينا ويسارا اصطدم بهذا وأتكأ على ذاك. وفى غفلة من الزمن وجدت روحى تنسلخ من بين اضلعى محاولة ان تعترضها أن تقطع عليها الطريق. أما هى كانت قد اختارت لنفسها الطريق ورسمت ارصفته وحواجذه, رسمت طريقها بلا منحنيات بلا ساحات انتظار, طريق ذو اتجاة واحد. كانت تمر بجوارى بسرعتها المحددة مسبقا. فسبقتها روحى واصرت ان تخترق مضمار سرعتها وذادت من سرعتها فساد الصمت ولم يعد مسموعا غير حشرجات النفس فى الصدر المخنوق. فانكمشت روحى وانكمشت حتى انحنت وشكلت منحنى شديد التكور معترضة طريقها المسرع هدأت من سرعتها فكان لابد من ان تمر من خلال روحى وتدخل متاهتى زلزلها قوة الاصطدام بالمنحنى فقدت توازنها ترنحت على جانبى المنحنى تخبطت فقدت قدرتها على قيادة روحها التى انسلخت من بين ضلوعها متسللة خلف روحى ففقدت السيطرة على الطريق فشعرت ان ال "هدير" بداء ينخفض صوتة حينما انسلخ جزء من نبع حبها خلف روحها المنسلخة تجاة المنحنى فقررت ان تجذب روحها من المنحنى وان تتركة ينكمش ويذداد انكماشا واقتربت من ذاوية الانكماش واخذت تمزق الروح فمدت يدها بداخلى تجتذب ماتبقى من روحى وكأنها تنتزع الشعرة من الصوف المبلل واخرجت اناملها من المنحنى ملتصقة بها بقايا روحى المنكمشة ودثرتها بحنوط من النار وبريح من ريح النار وقالت لها ايتها الروح المنكمشة اخرجى بغضب منى ولعنة فما كان لكى ان تنكمشى بطريقى وفرت من المنحنى واعادت ضبط مرأتها الخلفية لتنظر الى اشلاء المنحنى مربطة على روحها وهى تعيدها الى ضلوعها مواسية ايها وهى تنظر الى اشلاء المنحنى, لم يكن ليستحقك فقد فاحت منة رائحة الجيفة واخذ المنحنى يذداد انكماشا وتكورا بداخلى ولا تذال هزهزات القطار تبطنى واترنح يمينا ويسارا حتى وصلت الى العربة الاولى وجلست على الكرسى الذى اعتدت ان اجلس علية لحظتئذ وجدت القطار قد وصل الى اسيوط.

تعليقات

كانت طيف جميل بالنسبة لك..فهل الحقيقة اجمل ام ماذا؟

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يكفى انها فى حياتى

هجر الحبيب

كانت يوما